لطالما تمنيت أن تقوم آبل بإصدار جهاز أيبود كلاسيك ببعض التحديثات، مثل قرص صلب من نوع فلاش، وإضافة إمكانية الاتصال اللاسلكي عبر واي فاي وشبكات البيانات، ويبدو أن الكثير من الناس تشاركني هذه الأمنية.
يعتقد البعض أن الحاجة إلى أيبود انتهت بظهور أيفون الذي أصبحت فيه الموسيقى مجرد تطبيق، وليس النقطة المركزية مثل أيبود. لكنني سأحاجج بكندل (Kindle). أنت لا تحتاج إلى شراء جهاز كندل لقراءة الكتب، بل يمكنك استبداله بالتطبيق على مختلف الأجهزة الذكية، إلا أن أمازون تستمر بإصدار نسخ جديدة ومختلفة من الجهاز، والناس تستمر في شراءه، لأن كندل يقدم لك تجربة قراءة ممتازة، خالية من اغراءات الشبكات الاجتماعية الموجودة على شاشتك هاتفك الذكي، ويبعدك عن التنبيهات التي ستقطع تركيزك أثناء القراءة على شاشة أيباد.
بعد مرور أكثر من عقد على مولد الهواتف الذكية بدأنا في إدراك أهمية وجود أجهزة مخصصة لهدف واحد مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى، لأننا فقدنا “التجربة الصافية”.
في حالة أجهزة مثل كندل و أيبود كلاسيك، فالجملة الإنجليزية الشهيرة “Less is more” تمثل المعنى الحقيقي لهذه الفئة من الأجهزة، فرغم بساطة عملها إلا أنها تقنية تحمينا من أنفسنا.
تحميك القراءة على الكندل من فضولك الذي سيقودك إلى فتح التنبيه فور ظهوره، ومنه لفتح تويتر ومراجعة التغريدات، ومقاطع الفيديو، ولا بأس بمراجعة محادثات واتساب الأخيرة، وبمجرد أن تدرك أن عليك العودة للقراءة ستكتشف أنك أضعت دقائق عديدة، ناهيك عن أن القراءة بهذا الأسلوب تقلل من فائدتها، فالأمر أشبه بأكل القليل من الشوكولاتة أثناء تناول السلطة.
الاشتياق إلى عودة الأجهزة القديمة مثل أيبود كلاسيك، أو الإقبال على كندل هو دليل على وجود حاجة إلى توفير أجهزة تخدم غرضاً واحداً، يساعدنا في التركيز على هدف معين، فالهاتف الذكي بدأ يتحول لبوفيه مفتوح، مليء بالأطعمة اللذيذة، ولكن بنهاية الوليمة ستدرك أنك لم تستمع بأي منها.
*(١ / أبريل / ٢٠١٩) قمت بتحديث المقال لجعله أكثر وضوحا.
*لو أردت شراء صحن سلطة لي (أو شكولاته) يمكنك دعمي على Patreon.
تعليق واحد
التعليقات مغلقة.