يستشهد الكثير من الناس بروايات الخيال العلمي، التي تمكنت من تنبؤ المستقبل بنوع من الدقة. ويُنظر لإنتاجات الخيال العملي المختلفة من روايات وأفلام، وكأنها مخطط لما ستكون عليه البشرية، بعد مئات السنين.
لكن كما نجحت بعض الروايات في تنبؤ بعض من التغييرات التي ستحدث. سنجد قصوراً في في العديد من النواحي الاخرى، وفي هذه المقالة يذكر لنا الكاتب كيف أخطأ الخيال العلمي الفضائي في تصور المستقبل في الكثير من الأحيان.
الروبوتات البطيئة
صورت العديد من برامج الخيال العلمي أن روبوتات المستقبل بطيئة ومن السهل مقاتلتها.
لو نظرت إلى سلسلة حرب النجوم مثلاً سوف تجد أن 3PO مثلاً، بطيء في الحركة وأخرق بعض الشيء، ولا يجيد القتال بأي حال من الأحوال. وهي نظرة لاتستند على واقعنا الذي نعيشه هذه الأيام.
لو كنت من متتبعي أخبار الروبوت هذه الأيام فمن الأكيد أنك شاهدت مقاطع لروبوتات شركة “بوستون دينامكس”. فحركة هذه الروبوتات طبيعية إلى حد كبير، وهي سريعة في نفس الوقت. لذلك فإن فكرة أن روبوتات المستقبل ستكون بطيئة وغير قادرة على القتال، هي مجرد خيال يشعرنا بالأمان أكثر منه حقيقة. فالروبوتات سوف تكون سريعة جداً وقادرة على القضاء عليك في طرفة عين.
الأحرى علينا أن نفكر في بناء مضادات للروبوتات، أو بناء روبوتات تكافح هذه الروبوتات، لأني لا أتصور أن جميع الدول سوف تلتزم بقوانين أزيموف للروبوت.
التصويب اليدوي سيختفي
تظهر أغلب أفلام الخيال المقاتلين وهم يصوبون الأسلحة على الأعداء بنفس الطريقة التي تراها في الحروب هذه الأيام. وهو أمر لايبدو منطقياً فالمفترض أن أسلحة المستقبل ستطلق اشعاعات تسير بسرعة الضوء، ولن تستطيع أن ترى أين أطلقت أو تتجنب مايطلق عليك.
تطورت صناعة الأسلحة هذه الأيام وهناك شركات تدعي أن قامت ببناء أنظمة تستطيع أن تتعرف على الهدف والتركيز عليه بدقة كبيرة.
سيكون التصويب التلقائي سيد الموقف في المستقبل. لذلك فإن أسلحة المستقبل سوف تقوم بتولي التصويب والاطلاق دون أن تحتاج إلى إطلاق الليزر بنفسك، ولن تكون مثل هان سولو من أفلام ستار وارز.
من سيقود المركبة الفضائية؟
تحتاج المركبات الفضائية في أفلام ومسلسلات الخيال العلمي إلى طيارين لقيادتها. من سفينة المالينيوم فالكون، إلى اليو إس إس إنتربرايز.
يقع كتاب الخيال العلمي في خطأ آخر. يجب أن ننظر إلى صناعة الطيران هذه الأيام. فالطيران هذه الأيام قائم بشكل كبير على الطيار التلقائي، ومن الطبيعي أن تتطور هذه التقنية وتستخدم في المركبات الفضائية.
ولو ربطنا الفكرة بفكرة بالأسلحة الموجهة فإن الطيار الآلي سيكون له في المعارك الفضائية، فحين تصبح المواجهة بأسلحة تنطلق بسرعة الضوء والتي تتطلب مناورات وسرعة بديهة، فمن الأفضل أن يتولى الكمبيوتر القيادة.
هل نحتاج المركبات الفضائية للسفر أصلا؟
من المفترض أن يصبح الإنتقال الآني ممكناً خلال مئات السنوات. ولذلك فإن فكرة السفر بين الكواكب لن يكون لها حاجة أصلاً.
فبمجرد أن يتم تركيب محطات النقل بين الكواكب، سيكون بإمكان البشر استخدام الانتقال الآني بين هذه المحطات من أجل السفر بين الكواكب. وقد نحتاج إلى المركبات من أجل السياحة فقط.
مركبات الفضاء = شاحنات النقل
بعد أن تقل الحاجة إلى استخدام المركبات الفضائية من أجل نقل البشر والسفر، فقد يقتصر دورها على نقل المعدات (أو البشر) إلى الأماكن التي يصلها بث الانتقال الآني.
سيصبح دور مركبات الفضاء استكشافياً للوصول إلى الأماكن البعيدة، التي لم يصلها البشر. ولو دمجنا بين هذه الفكرة وفكرة الروبوتات الأولى فسوف نجد أننا لن نحتاج إلى إرسال البشر لاستكشاف الأجزاء المجهولة من المجرة،
سنكتفي بإرسال الروبوتات مع هذه المركبات، وهم سيقومون بتركيب محطات النقل الآني، التي ستسمح لك بالسفر إلى هذه الأماكن بسرعة.
ولكن من يدري فقد نرسل الروبوتات إلى الفضاء وتصيبهم “صحوة” في منتصف الطريق ويقررون التخلي عن الجنس البشري كلياً.
خاتمة: المستقبل ليس امتداداً للحاضر
توجد رسومات مشهورة قام بعض من فناني القرن التاسع عشر برسمها وكانت تصور العام خلال مائة عام.
مع أن بعض هذه الرسومات تحولت إلى واقع نعيشه إلا أن أغلب هذه الرسومات كانت تستند على الواقع الذي كان يعيشه هؤلاء الفنانون حين رسموها ونرى أن الأدوات والمعدات التي رسمت كان تستند إلى حد ما على شكل التقنية في ذلك الوقت.
نجد في الكثير من الأحيان أن خيالنا ولو “شطح” يظل محكوماً “للأسف” على نسخ مطورة من واقعنا المعاش. فلو طلبت مني تخيل شكل هواتف المستقبل قبل 15 عام، لرسمت لك أحد هواتف نوكيا الشهيرة، ولكن بأزرار جميلة.