لا زلت أذكر بدايات الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك. كان الكل سعيداً يشارك مقتطفات بسيطة وسعيدة من حياته، وكل يوم كان مليئاً بالإيجابية، لكن هذه الصورة تغيرت وأصبحنا نغرق في الكثير من الصراعات بين مختلف الناس الذين يحاولون اثبات صحة وجهة نظرهم.
تتعرض مقالة بعنوان “Why I Stopped Arguing Politics on Social Media” لهذه الظاهرة المنتشرة في الشبكات الاجتماعية، ويتحدث فيها الكاتب عن اعتزاله الجدالات في الشبكات الاجتماعية لأنها لا تقدم ولا تؤخر.
ينبهنا الكاتب لطبيعة جدالات الشبكات الاجتماعية، فهي لا تهدف إلى خلق حوار حول المشكلة أو القضية بقدر ماهي صراعات ومحاولة الفوز بأعلى قدر من الردود والتفاعلات. هذا السلوك ينبع من “وسط” التواصل المستخدم الذي يحفز على هذا النوع من الجدل.
يحاول تويتر وفيسبوك دفع مستخدميهم إلى التعليق والمشاركة وإبداء الإعجاب، لكن كل هذه الأدوات لا تخدم الحوار ولا تدفعه لحل المشكلة. لذلك نجد النقاش منقسم ومليء بالمشجعين لكل فكرة، وبنهاية العاصفة سنجد أننا لم نصل إلى نتيجة تساعدنا على خدمة القضية أو الفكرة التي كنا نقف ورائها، سنسكت ونتراجع إلى ثكناتنا الفكرية استعداداً للحرب القادمة.
هناك فكرة جميلة وضعها الكاتب وهي الدعوة إلى دعم الجمعيات الخيرية التي تمثل أو تدعم قضيتك أياً كانت، فبدل هدر طاقتك في الحديث، تبرع من فترة لفترة للجمعية التي تمثل قيمك وأفكارك وابتعد عن الجدل في الشبكات الاجتماعية، فكم جدل خضته من قبل وكانت النتيجة خسارة لوقتك دون أي نتيجة؟
✉️ ظهر هذا الموضوع في عدد سابق من نشرة النشرة. اشترك الآن لتصلك الأعداد بانتظام.