حين أنظر إلى التغيرات التي تحدث في عالم خدمات البث كنتفلكس وشاهد، يتكشَف لي وهم الهروب من التلفيزيون.
بدأت نتفلكس في توفير حزم اشتراك رخيصة مدعمه بالإعلانات، وخدمة WatchIt المصرية توفر لك اشتراكًا مشابهًا. الواضح أن الإعلانات التي نهرب منها ستستمر في الوجود، وستكون جزء كبير من استراتيجية خدمات البث في السنين القادمة.
لو نظرت إلى دخل يوتيوب من الإعلانات من فقد وصل في الربع الثالث إلى أكثر من 7 مليار دولار. دعونا نقارن دخل الاعلانات بدل الاشتراكات. وصل عدد المشتركين في يوتيوب بريميوم الذي إلى 80 مليون مستخدم، وعلى افتراض سعر اشتراك شهري 11.99 دولار، فإن دخل الاشتراكات السنوي المتوقع يقترب من 11.5 مليار دولار في السنة، أي أن دخل الإعلانات سنويًا تستطيع الإعلانات تغطيته في ستة أشهر! (دخل الإعلانات في الربع الثاني كان 7.34 مليار دولار )
تقوم أمازون بإضافة إعلانات بين الحلقات، ولكنها إعلانات لبرامجها ومسلسلاتها. أشك أنها مجرد مقدمة وتعويد للمستخدم على هذه الفواصل، وسرعان ما ستعرض لنا أمازون إعلانات الإثنين القرمزي، وموديلات كندل الجديدة، وعروض مخصصة لك، استفادت من تاريخ شرائك من أمازون.
القنوات وعناء الاختيار
وأما عن عودة التلفيزيون بخطط البرامج المسبقة، فقد أطلقت شاهد قنوات مثل شاهد كوميدي، شاهد كلاسيك، وغيرها من القنوات المتخصصة. والحقيقة أنني أحييهم على هذه الخطوة، فهي تزيل عنك عناء الاختيار والبحث، بعد أن تحول قرارا مشاهدة فيلم أو مسلسل أصعب من اختيار شريكة عمرك!
المضحك أننا بعد أن قرفت في طفولتي من تحكم القنوات بما أشاهد، أصبحت أرحب به. فمع كل الإزعاج والتنبيهات التي تطلب انتباهي، وتحثني على اتخاذ قرار بسرعة، أرحب بمن يزيل عني هم الاختيار…ولو قليلًا.