مع إطلاق مسك لشركة X.AI المتخصصة في بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي فسوف يستفيد مسك من تويتر ليكون مصدر بيانات لتدريب أنظمة X.AI.
لا أمانع من استخدام بياناتي في تويتر لتقديم تجربة أفضل، لكن تغريداتي ستتحول الآن لبيانات تدريب X.ai التي ستخرج لنا بعد سنوات بمنتج سحري مدفوع، وفي حين كانت تستخدم البيانات في السابق من أجل الإعلانات وكنا نحارب الإزعاج بتطبيقات الحجب، فقد دخلنا في مرحلة جديدة تستخدم فيها البيانات من الخدمة أ لصناعة منتجات الشركة ب ومن ثم الاستفادة منه في حلب المزيد من الأرباح من المستخدمين.
نقمي هنا يأتي من منطلق أخلاقي بحت.
تخيل يا راعاك الله أن صاحب البقالة يسرب إلى الميكانيكي شكاويك من سيارتك، ثم يضيف إليها تقييمه الشخصي لثروتك بناءًا على مشترياتك. ستساعد هذه المعلومات الميكانيكي على الاستفادة حين تفاصله في السعر، سيصلح سيارتك لكن لديه أفضلية أخرى تساعده على رفع السعر قليلًا بفضل معلومات صاحب البقالة.
وأشك أنك ستشتري من صاحب البقالة لو علمت بما حصل، لكن وقد يكون عذر صاحب البقالة أنها سياسة الخصوصية!
مسك لن يكون أول أو آخر من يستخدم بيانات من شركة لتطوير منتجات شركة أخرى، فجوجل تعصر وتحلب وتفتت بياناتنا بشكل مستمر، وفيسبوك ليست بأحسن منهم، وبدل أن يخبروك مباشرة في وجهك يكتفون بتحديث سياسية الخصوصية وما عليك إلا الموافقة وهي موافقة مفروغ منها.
يجب أن نحاول ردع اللا أخلاقية التي استشرت عبر السياسات المحلية. يجب منع استخدام بيانات المستخدمين في أغراض تدريب منتجات شقيقة كما في حالة تويتر و X.ai، وحتى جوجل وبقية خدماتها.
فحين استخدم البريد الإلكتروني يجب أن أطمئن أن بياناتي لن تستخدم من أجل تطوير ذكاء اصطناعي يرقص السامبا، وفي حالة الرغبة في الاستفادة من بياناتي لتطوير ميزات خارج تخصص الخدمة التي استخدمها يجب أن أوافق، أما الاكتفاء بتحديث سياسات الخصوصية فهو منفذ قانوني لا أخلاقي،.
طوال سنوات استخدامي للإنترنت التي تزيد عن العقدين لم أقرأ سياسة خصوصية واحدة، ولا أظن أنني مؤهل قانونيًا لفهم 90٪ مما يذكر فيها. ولكن طلباتي بسيطة، مالم أوافق وأبصم وأوقع – رقميًا – على استخدام بياناتي في تدريب منتجات لشركات أو خدمات شقيقة للخدمة التي استخدمها فافترض أنني غير موافق! لكن حجتهم الدائمة هو أن كل هذه الخدمات “مرتبطة” وإذا لم توافق فعليك التوقف عن استخدامها جمعاء، وهي الحفرة التي وقعنا فيها جميعًا.