انشغلت البارحة بإعداد هاتفي الجديد، وظننت أنني سأنتهي من إعداد الهاتف في وقت قصير لوجود نسخة احتياطية من البيانات والتطبيقات، ولكن بسبب “شوية لخبطة” ضاعت محادثات واتساب لآخر خمس سنوات!
قضيت الساعات الطوال محاولًا استعادة النسخة الاحتياطية القديمة، عبر الأيكلاود، عبر الماك، لكنك تشاء، ومشيئة الله فوق كل شيء. وأما السبب، فهو تشفير النسخ الاحتياطي لواتساب ونسياني أين حفظت كلمة السر الطويلة المكونة من 64 حرف حين أردت استعادته.
أول درس تعلمته هو إيقاف تشفير النسخ الاحتياطي لرسائل واتساب قبل أن تبدأ عملية النقل، وتقوم بنسخة احتياطية جديدة خالية من التشفير، فهلعي ومحاولتي إعادة تعيين كلمة السر للنسخ الاحتياطي القديم تسبب في ضياع النسخة على الهاتف القديم أيضًا.
وكما الأفلام الكوميدية الرديئة، عثرت على كلمة السر الطويلة ضمن ألبوم الصور، لكنها أصبحت بلا فائدة، فعجلتي ورغبتي في الإنتهاء من إعداد الهاتف والتفشخر به حبتين كانت السبب.
لعل صديقي محمد سيتواصل معي بعد قراءة هذه الحادثة ليحاول مساعدتي على استرجاع ما فات، لكني زهدت فيما ذهب، وتبنيت شعار “لعنة الله على واتساب” وليرضى الله على أيمسج وتيليجرام.
أظن أن مصيبتي دعوة للتأمل (وكلنا يحب التأمل بعد المصائب). هذه البرامج أصبحت جزء من ذاكرتنا، وبرغم أن ذاكرتنا قد تخوننا بعض الأحيان، إلا أنها لن تطير بسبب إنتقالك من شقة إلى شقة جديدة! الحمدلله أنها جات على “محادثات واتساب”، ولكن في كل دقة تعليمة، وأتمنى أن أتذكر هذه الحادثة حين أشتري هاتفًا جديدًا بعد خمس سنوات.