يعتبر ستيف جوبز مصدر إلهام للكثير من الناس الذين يعتقدون أن الشغف هو مايؤدي إلى النجاح، وكلمته الشهيرة التي ألقاها في حفل تخريج طلبة جامعة ستانفورد تعتبر من أشهر الكلمات التي تدفع وتحفز الشباب لمتابعة شغفهم، ولكن الأمر الذي غفل الكثير عنه هو أن ستيف جوبز لم يتبع نصيحته ولم يتبع شغفه.
لو نظرت إلى تاريخ جوبز قبل تأسيس آبل ستجد أنه كان ميالاً للجوانب الروحية وكان يعمل في وظائف ذات مداخيل بسيطة تساعده على تغطية مصاريفه الشخصية، وقضى الكثير من وقته أيام الجامعة في ممارسة التأمل والذهاب إلى معابد البوذية وثم سافر لاحقاً إلى الهند في رحلة روحية.
هذه الأمور تشير إلى أن شغف جوبز كان في اتجاه مختلف، ولم يكن له علاقة بالتقنية من قريب او بعيد، فهو ليس مهندساً ولم يكن ملماً بالإلكترونيات، بل هو أقرب لمعلم بوذي وشغفه بهذا الشيء كان واضحاً.
قصة آبل تبدأ بتعاون جوبز و وازنياك من أجل تصميم وبيع الإلكترونيات في المعارض الصغيرة والتي كانت مدخلاً لتحقيق ربح بسيط في البداية ولكن هذا الشيء قادهم لاحقاً إلى تأسيس آبل بعد أن وضعت أمامهم فرصة كبيرة لتحقيق الكثير من المال، ومن بعدها بدأت مسيرة جوبز في عالم التقنية، ولكنه قبيل التأسيس لم يترك عمله و يقدم استقالته ويغامر بكل مايملك، بل استمر إلى أن وجد فرصة حقيقية ومن ثم بدأت حكاية جوبز التي مرت بمراحل نجاح وفشل وطرد ثم عودته الأخيرة إلى آبل.
جوبز لم يتبع شغفه وإلا لوجدناه في أحد المعابد البوذية يقدم دروساً في التأمل والتسامح مع الآخرين وفهم الطبيعة، لكنه وجد في تأسيس آبل فرصة واستمر فيها وقام بتطوير نفسه إلى أن أصبح ستيف جوبز رجل الأعمال، الريادي…إلخ إلخ إلخ.
هذا لايعني أن الشغف يؤدي إلى الفشل ولكن لو أردت أن تحوله إلى عمل فعليك أن تستثمر فيه وتضيف إليه خبرة عملية قبل أن تترك كل شيء وتتبع كلمات تثير المشاعر مثل “اتبع شغفك”.