قبل 10 سنوات كان شغفي التقني مختلفاً عن الآن، كنت وحتى بضع سنين سابقة أحرص على تجربة الكثير من الأمور، برامج مختلفة، متابعة أخبار العتاد، تجربة أنظمة التشغيل المختلفة ولم يكن يمر شهر إلا ويتوقف جهازي عن العمل وأحتاج إلى إعادة تركيب ويندوز.
الشغف لم يقتصر على الحاسب الشخصي، فبعد حصولي على النيكسوس إس وهو أول هاتف ذكي لي تعرفت على نظام أندرويد وعالم جديد يسمى الـ Rooting والسبب الأساسي الذي دفعني لدخول هذا العالم هو أن دعم اللغة العربية في أندرويد لم يكن متوفرا وعملية تركيب اللغة العربية كانت تتطلب مني أن أقوم بفتح الـ Boot Loader وتركيب بعض المكتبات الإضافية.
تركيب اللغة العربية كان مدخلاً لعالم النسخ المعدلة من أندرويد والذي كان يرشدني فيه صديقي هشام الذي كان ينصحني ببعض التوزيعات المختلفة والملائمة لهاتف نيكسوس إس لأننا كنا نملك نفس الهاتف.
السيناريو الذي يحدث في كل مرة تريد تركيب توزيعة أندرويد مختلفة على هاتفك هو الحاجة إلى أخذ نسخة إحتياطية تحسباً لأي مشكلة قد تقع أثناء آو بعد التركيب (وهو ماكان يحدث أصلاً) لكن كل هذا كان يستحق الإنتظار، فبعد تركيب النظام تحس أنك تملك هاتفاً جديداً وتبدأ في ملاحظة الفروقات، مالذي يميز هذه التوزيعة عن تلك، وهل تستهلك هذه التوزيعة طاقة أقل، هل يتم تحميل التطبيقات بشكل أسرع…إلخ إلخ.
كنت أشعر بالتميز وأشفق على مستخدمي أندرويد وهواتف جالاكسي التي بدأت تنتشر في تلك الأيام، ليس لشيء ولكن لأنني أستخدم نسخة “مختلفة” وأستطيع تغييرها متى شئت، وطبعاً حين كان يسألني أحد هل أفضل الأيفون أم عالم الأندروية كنت أرد عليه بأنني أفضل أندرويد لأنه مفتوح المصدر وحر والمضحك أنني في نفس الوقت كنت أستخدم ويندوز (شايفين النفاق).
قامت جوجل بإضافة دعم اللغة العربية مع أندرويد 4.0 والحمدلله قامت جوجل بتوفير التحديث لهواتف نيكسوس إس، وأظن أنني بدأت بعد هذه المرحلة في التملل من عالم الـ Rooting وتنزيل الملفات أو أنوية معدلة من xda-developers تحسن من الأداء بنسبة بسيطة ومثل الصوت الداخلي الذي يخبرك أنك بحاجة للإستقرار والزواج (في حالتي على الأقل)، أخبرني صوتي الداخلي بأن الوقت قد حان ليستقر هاتفي الذكي.
حين نظرت إلى إستخدامي للهاتف الذكي لم أرى أنني أستفيد من الـRooting وكل ماأقوم به هو تجارب بسيطة لكنها قد تتسبب في توقف النظام المتكرر أو حتى إنهياره في حالة قمت بتركيب نسخة نواة غير متوافقة مع جهازك، أضف إلى ذلك الحاجة إلى أن مزامنة حساباتك الشخصية في العديد من الخدمات المختلفة أمر متعب (حتى لو كان مرة واحدة في الشهر) لذلك قررت العودة إلى نسخة جوجل من أندرويد وتقييم الوضع.
“الإستقرار”…نعم هذا ماقدمته لي النسخة الخام، فلست بحاجة إلى القلق من أن التطبيقات قد لاتعمل مع نسخة أندرويد الخاصة أو أن تقوم جوجل بإصدار تحديث للنظام لن أكون قادراً على الإستفادة منه، أضف إلى ذلك أنني أحسست بأنني أصبحت قادراً على الإعتماد والإستفادة من هاتفي الذكي بشكل أفضل لأن هم التحديث المستمر تم نقله للجهات المسؤولة عنه وأصبح يقع على عاتقي شيء واحد فقط وهو أن أستخدم الهاتف.
حالياً أصبح كل ما أرجوه من أي هاتف أو تطبيق أستخدمه أن يعمل بالشكل المطلوب وأن لايعاني من المشاكل ورغم أن البحث في جوجل عن مشكلة ما وحلها مازال يعطيني شعوراً رائعاً إلا أنني في نفس الوقت أصبحت أكره تضييع الوقت في حل مشاكل لست أنا سببها.
لعل الوقت هنا هو أهم عنصر في المعادلة فحين كنت شاباً الوقت لم يكن من الموارد المهمة بالنسبة لي وتضييع ساعتين في تركيب نظام تشغيل جديد أو محاولة حل مشكلة لم يكن يضايقني لكن هذا الشيء أصبح يضايقني كثيراً الآن لدرجة أنني قد أفقد أعصابي إذا تسببت الظروف في تغيير مخططاتي (طبع سيء أحاول تغييره).
حسناً سأتوقف هنا فلم أتوقع أن تدوينة عن أندرويد ستنتهي بالحديث عن الوقت وأهميته لأن الموضوع سيطول بعض الشيء وسأدخل في الحديث عن التقدم في العمر ولست في مزاج لهذا الشيء الأن…